en-USar-JO
X

هياكل الكلف للقطاع الصناعي

يعرف الاستهلاك الوسيط بأنه ما يتم استخدامه خلال العملية الانتاجية من مستلزمات انتاج وسلع وسيطة حتى يخرج المنتج بصورته النهائية. حيث شكل الاستهلاك الوسيط ما يقارب 59% من اجمالي حجم الانتاج القائم للقطاع الصناعي خلال العام 2015 وليصل حجمه الى ما يقارب 9.56 مليار، حيثتركزمانسبته 86.1% من اجمالي الاستهلاك ضمن بند المواد الأولية، يليه بند الوقود والمحروقات بنسبة 7.3%،في حين جاء توزع الاستهلاك الوسيط المتبقي كما هون مبين في الشكل التالي.

الشكل رقم (12): التوزيع النسبي للاستهلاك الوسيط خلال العام 2015

المصدر: دائرة الاحصاءات العامة، المسح الصناعي 2015

وبالنظر الى الشكل السابق يظهر بأن الطاقة بأشكالها من كهرباء ووقود ومحروقات تشكل احدى ابرز مدخلات الانتاج في القطاع وتشكل كلفها أهمية نسبية كبيرة لكلف الانتاج الصناعي، ونظراً لما حملته السنوات الماضية من تقلبات كبيرة على مستوى أسعار الطاقة بشكل عام والكهرباء بشكل خاص فقد أصبحت هاجس اًو تحدياً كبيراً للصناعة المحلية، ومايؤكد على ذلك استناداً إلى المسوح الصناعية الصادرة عن دائرة الإحصاءات العامة، سجلت قيمة الطاقة المستخدمة في الانتاج الصناعي تزايداً مستمراً وتضاعف حجمها كثيرا خلال الأعوام السابقة حيث وصلت الى مايقارب مليار دينار خلال العام2015، مقارنةً مع مايقارب 500 مليون دينار فقط خلال العام 2009.

ويعتبر القطاع الصناعي ثالث أكبر قطاع استهلاكاً للطاقة بكافة أشكالها بعد كل من قطاعي النقل والمنازل وبنسبة استهلاك بلغت 16.6% من إجمالي الطاقة المستخدمة في الأردن خلال العام 2016، كما يعد القطاعالصناعي ثاني أكبر القطاعات الاقتصادية استهلاكاً للطاقة الكهربائية حيث استهلك ما يقارب 23.6% من اجمالي استهلاك الطاقة الكهربائية في المملكة خلال العام 2016. حيثي بين الشكل التالي التوزيع القطاعي لاستهلاك للطاقة الكهربائية خلال العام2016.

الشكل رقم (13) التوزيع القطاعي لاستهلاك الطاقة الكهربائية خلال العام 2016

المصدر: وزارة الطاقة والثروة المعدنية

وهذا يدل على أن الطاقة بأشكالها والكهرباء بشكل خاص تعد عنصراً هاما من مدخلات الانتاج الرئيسية في الصناعة مما يعني ان ارتفاع اسعارها ينعكس بصورة كبيرة ومباشرة على كلف الانتاج وعلى الاسعار النهائية للمنتجات المصنّعة مما يصعّب قدرة المنتجات الاردنية على المنافسة مع المنتجات المستوردة.

وبحسب ارقام المسح الصناعي فقد ارتفعت قيمة الكهرباء المستخدمة في انتاج القطاع الصناعي بما يقارب 50 مليون دينار خلال العام 2015 مقارنة بالعام 2014، لتصل الى حوالي 223 مليون دينار، ويظهر بذلك جلياً أثر رفع أسعار الكهرباء مع بداية العام 2015 بما نسبته 15% وما بعد ممارسة الضغط من قبل غرف الصناعة تم تخفيضها الى ما نسبته 7.5%.

كما يؤكد على ذلك بأن الطاقة الكهربائية تشكل أكثر أنواع الطاقة استهلاكاً من قبل القطاع الصناعي، حيث شكلت ما يقارب 31% من اجمالي الطاقة المستهلكة من قبل الصناعة خلال العام 2016، تلاها الفحم الحجري باستحواذه على ما نسبته 18.9% وتتوزع باقي استهلاك الصناعة من الطاقة كما في الشكل التالي.

الشكل رقم (14) التوزيع النسبي لأشكال الطاقة المستخدمة من قبل الصناعة خلال العام 2016

المصدر: وزارة الطاقة والثروة المعدنية

لكن تجدر الاشارة الى أن استهلاك القطاعات الصناعية الفرعية من الطاقة الكهربائية يختلف من قطاع الى أخر، وذلك يعزى لاختلاف طبيعة العملية الانتاجية ونسبة استخدام الطاقة الكهربائية من مجمل مستلزمات الانتاج مع استثناء المواد الخام .حيث يعتبر قطاع الصناعات البلاستيكية والمطاطية أكبر القطاعات الصناعية استهلاكاً للطاقة الكهربائية اذ تمثل أكثر من 80% من احتياجاته لمختلف مصادر الطاقة، يأتي بعده قطاع الصناعات النسيجية والمحيكات والذي تقارب نسبة استهلاكه للكهرباء 70% من إجمالي احتياجاته لمختلف مصادر الطاقة.

وبالمجمل فإن الطاقة الكهربائية لمختلف القطاعات الصناعية تتراوح نسبتها مابين (20-80%) من إجمالي مصادر الطاقة المستخدمة لمختلف القطاعات اعتماداً على نوع العملية الانتاجية المستخدمة في كل قطاع فرعي.